3 ديسمبر، 2024

الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية

تبرز دائماً أشكال متنوعة جداً من العقلنة في مختلف مجالات الحياة وتبعاً للحضارات ويقول المؤلف أنه من الضروري، لتمييز هذه الاختلافات، من زاوية تاريخ الحضارات، تحديد المجالات المعقلنة واتجاهات عقلنتها، ينبغي التعرف على السمات المميزة للعقلانية الغربية، والتعرف في داخلها، على أشكال العقلنة الحديثة، ومن ثم تفسير الأصل الذي تحدرت منه.

وذلك على ضوء تطور العقلانية الاقتصادية المرتبطة بالقدرات والكفاءة التي تمتع بها الإنسان ليتبنى بعض أشكال السلوك العقلاني العملي الذي تؤثر فيه القوى الرئيسية بالإضافة إلى أفكار أخلاقية مبنية على أساسها. وهذه تعدّ من بين العناصر الأكثر أهمية في تكوين السلوك العقلاني العملي الذي تؤثر فيه القوى الرئيسية بالإضافة إلى أفكار أخلاقية مبنية على أساسها.

وهذه تعدّ من بين العناصر الأكثر أهمية في تكوين السلوك وهذا هو ما سيتحدث عنه المؤلف في الدراسات التي يضمّها هذا الكتاب. تناول في البداية دراستين قديمتين حاول فيها بيان الصيغة التي تحدد بعض المعتقدات الدينية التي تبرز “عقلية اقتصادية” وقد أخذ مثالاً على ذلك العلاقات بين روح الحياة الاقتصادية الحديثة وبين الأخلاق العقلانية لدى البروتستانتية النسكية.

أما الدراسات اللاحقة فقد تناول المؤلف من خلالها الأخلاق الاقتصادية في الأديان الكبرى في العالم، وهدفه منها إقامة العلاقات بين الديانات الأكثر أهمية وبين الاقتصاد والطبقات الاجتماعية. وهذه تسعى إلى تعقب هاتين العلاقتين السببيتين بمقدار ما يحتاج الأمر إلى ذلك، بغية إيجاد نقاط المقارنة مع التطور الغربي الذي سيكون، هو الآخر، موضع تحليل.