19 أبريل، 2024

المعجزة في الاقتصاد

لم يذكر إسمي إلى جانب إسم بسام الحجار كمترجمين للكتاب ولهذا الأمر حكاية هي التالية

علم الصديق بسام الحجار بأنه مصاب بالسرطان وكان في بداية عمله في ترجمة هذا الكتاب. جاءني، من دون أن يعلمني بمرضه، وعرض علي أن أترجم نصفه الثاني مقابل أجر قيمته نصف ما سيتقاضاه من دار النشر. وافقت وأنجزنا العمل في وقت واحد تقريباً وتسلمته دار النشر وراحت تعد طباعته. وافت المنية صديقي الشاعر قبل صدور الكتاب. عند صدوره لم أجد أسمي مدرجاً إلى جانب اسمه. راجعت دار النهار فاعتذروا متذرعين بأن خطأ إدارياً كان وراء ما حصل وبأن إعادة طباعة الكتاب أمر مكلف. واحتراماً لروح شريكي في الترجمة طويت صفحة المطالبة بحقوقي المعنوية

لم أكن أنا من يختار الكتب للترجمة. صدفة الصداقة مع الشاعر بسام الحجار وضعت هذا الكتاب بين يدي وصدفة عملي في مؤسسة مركز الإنماء القومي عرضت علي ترجمة كتاب الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية لماكس فيبر، والكتابان يتناولان موضوعاً واحدا يتصدر غلاف هذا الكتاب بعبارة : كيف تؤثر ثقافة الأمم وذهنيتها في نجاحها الاقتصادي أو إخفاقها. أما ماكس فيبر فيعتقد أن القيم الدينية البروتستانتية هي التي كانت الركن الأساس في نشوء الرأسمالية

لست من اختار ترجمة كتابين يبدوان كأنهما يعارضان ماركس في قوله، ليس وعي الناس هو ما يحدد وجودهم بل على العكس من ذلك إن وجودهم المجتمعي هو الذي يحدد وعيهم، وأن أشكال الوعي لا تدلنا إلا على الكيفيات التي يتصور بها الناس وقعهم المادي، لا على ذلك الواقع المادي كما هو في ذاته.

هي صدفة وضعتني أمام مساجلة غنية بين فكر ماكس فيبر وفكر ماركس وهي مساجلة تغني كل منهما الأخرى من دون أن تلغيها. بل هي لا تلغيها إلا في العقول المتحجرة