26 أبريل، 2024

أوهام الهوية

المداخلة التي سأتلوها عليكم نقدية إزاء هذا الغرب الذي أحب، والذي أدين له بجانب كبير من تكويني الفكري، والذي علمني كيف أفكر، كيف أطرح القضايا وكيف أسائل الأشياء. وسأكون نقدياً إزاء هذا الشرق الذي تضيق رقعته الجغرافية شيئاً فشيئاً، والذي إليه أنتمي، وأحس بحضوره كأرض منسيّة في الأعماق نفسي. ربما أنا لا أنتمي إلى هذا ولا الى ذاك، وربما أكون مشابهاً لإخوتي، مشرّدي الغرب، الذين يجوبون شوارع العالم بحثاً، والله أعلم، عن دواء لداء لا يشفي. لست أدري. لكنني أعرف شيئاً: أعرف أننا، رغم المسافة التاريخية التي تفصل بيننا وبينكم، مسافرون جميعاً على ظهر مركب واحد.