6 أيلول 2023
أيها اللبنانيون،
لبنان الرسالة لبنان الأبجدية والحرف والنهضة والعروبة. لبنان المهرجان الدائم، درّة الشرق. لبنان التاريخ الممتد من الأرز والفن والشعر إلى عباقرة العمارة والطب في كل بلدان العالم، لبنان التفوق بطلابه ورجال أعماله ومغتربيه، لبنان الريادة بنسائه ورجاله وشبابه.
لبنان الوطن يناديكم،
هبوا لإنقاذه من الحروب ووحوش السلاح والجريمة، من سارقي المال العام ومنتهكي القانون، من الفاسدين المفسدين المفرطين بوحدة الشعب وسيادة الدولة، المحاصصين المتمترسين خلف الطوائف والمذاهب المتاجرين باسمها، المستخدميها منصة لإعلان الحروب على الوطن المهددين بها وحدة الشعب والدولة.
قولوا لهم إننا شعب لا يعرف الهزيمة، قولوا لهم إنهم لا يمثلوننا. قولوا لهم إننا نحن الذين نمثل الوحدة الوطنية. نحن قوة لبنان. بوحدتنا حررنا الوطن من كل قوة غازية. بوحدتنا سنحرر الوطن من الفساد والفاسدين، من سارقي النور ومحاصصي النفايات، من المعتدين على المال العام، ومن مصادري المرفأ والمطار والأملاك البحرية والمستولين على الدولة المفرطين بسيادتها البائعيها للشقيق والصديق والعدو.
قولوا لهم إننا أقوياء بوحدتنا من أجل السلم الأهلي، ولن نستجيب لدعواتكم إلى الحروب والسلاح، ولن نواجهكم إلا بالتحرك السلمي والضغط المعنوي لكي يستقيم عمل الدولة ويعاد الاعتبار إلى القانون والدستور.
سنطالبكم بالالتزام بالدستور والقانون وبتطبيق النظام لا بإسقاط النظام، نحن والقوى الأمنية والجيش، وسنحميه من مافيا اغتصبت السلطة وحصرت مهماتها بالتجديد لنفسها، وتعمل على تدمير المؤسسات تدميراً منهجياً، بتعطيل رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي وبتحاصص القطاع العام وإلغاء مبدأ الكفاءة وتكافؤ الفرص والمراقبة والمحاسبة، مكرسين بذلك توزيع الوطن حصصاً على مقاس مصالحهم الخاصة ومساحة الدويلات التي اقتطعوها وحكموها خلافاً للقانون وللدستور.
أيها اللبنانيون
أنتم مدعوون للتعبير السلمي عن صدق انتمائكم إلى هذا الوطن. مدعوون للنزول إلى الشوارع والساحات، موحدين تحت راية العلم اللبناني للضغط على المسؤولين من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، وسن قانون انتخابات يؤمن التمثيل الصحيح ويجدد الحياة السياسية.
من أجل تعزيز السلطة القضائية وحمايتها مع مؤسسات الدولة والجيش والقوى الأمنية من تدخل السياسيين السافر. من أجل محاربة الفساد ولا سيما فضيحة الكهرباء المزمنة، وحل المشكلات الاجتماعية المتراكمة وأبرزها سلسلة الرواتب وآخرها النفايات. طالبوهم برفع السرية المصرفية عن كل العاملين في الحقل العام رؤساء ونواباً ووزراء وموظفين.
أيها اللبنانيون،
أنتم مدعوون إلى المشاركة الواسعة والكثيفة بوحدة موقف من أجل حماية الوطن والدستور والدولة. من أجل حماية الجمهورية.
عاش الوطن.
******
في مرحلة التعطيل التي سبقت انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، أعددنا هذا النص باسم الجبهة المدنية ليتم توزيعه في الساحات.
يقول مارك توين «التاريخ قد لا يعيد نفسه ولكنه يتشابه كثيراً». ويقول ماركس «التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة». سنوات سبع تمادت المنظومة خلالها في دفع البلاد إلى الانهيار ووعد الرئيس ووفى بإيصالها إلى جهنم، إلى ما هو أفظع من المأساة. مع ذلك، التعطيل الحالي أقل من مهزلة.
ثورة 17 تشرين التي بدت كأنها ولدت من رحم هذا البيان المغفل ما زال جمرها تحت الرماد. بوهج ثقافة الثورة لن يُسمح أن يعيد التاريخ نفسه لا كمهزلة ولا كمأساة.
مقالات ذات صلة
نعم انتصرنا
هل يكتب التاريخ الحديث بمصطلحات طائفية؟
جامعة الأمة العربية ومحكمة العدل الشعبية