16 سبتمبر، 2024

“كلمة إيلي الحاج في بعقلين عن كتاب”في نقد الحرب الأهية

23-8-2024

إنّما الحَربُ الأهلِيّةُ هي أعظمُ الشرُور (الفيلسوف بليز باسكال)

موضوع كتاب الدكتور محمد علي مقلّد يهمّنا جميعاً لأن الحرب الأهلية رافقتنا في الجزء الأطول من حيواتنا.

يوم 13 نيسان 1975 كان عمري خمس عشرة سنة. السنة المقبلة سيكون مضى على ذلك اليوم خمسون سنة. خمسون سنة، نصف قرن – يا للهول! – ولم نخرج بعد من هذا النفق.

بدايةً أودّ البوح أمامكم بأنني أتأثّر كلما قرأت للدكتور مقلّد، ومعرفتي به من خلال قراءة أفكاره المكتوبة أقوى من المعرفة الشخصية. أقرأ مقالاته في الجرائد بالتِهامٍ، وكُتُبَه على مهلٍ وبتمعّن وتفكير بطيء. وأعودُ إليها.

أما كتابه الحاضر، الأخير، “في نقد الحرب الأهلية” (عن “دار النهار للنشر”)، فكُدتُ أن أُعَلّم بقلمِ الرصاص تحت غالبيةِ سطوره، وأضعَ مُلاحظاتٍ قربَ كثيرٍ من فقراتِهِ، نظراً إلى أهمية أفكارِهِ، وقابليتِها للتوسعِ في التأملِ والمناقشة.

دعوته إلى بناء الدولة والتمسك بها خشبة خلاص وحيدة لبلادنا هي دعوةُ قابلة لأن تنتشروتُعدي جميع اللبنانيين، بعدما ثبت إخفاق كل البدائل والمشاريع الأخرى.

تركيزه على أن السلطة ليست الدولة، وليست هي هدف النضال الوطني مهمّ جدّاً.

وتبشيره بالديمقراطية ، والحرّيّة ( دائماً الحرّيّة) ممرّا إلزاميا إلى سلم دائم وخروجٍ من أزماتنا المتناسلة منذ نصف قرن، لا بُدّ أن يلقى أصداءً، إن لم يكن اليوم ففي قابل الأيام.

هذا كتابُ من مئة وعشرُ صفحاتٍ، صحيح، لكنها تختصر مجلّدات. وكل فكرة تستحق ندوة.

الكلمة في موضعها تُغني عن أعمدةٍ في جرائد، وعن فصولٍ في كتاب. والأمر نفسه ينطبق على مقدّمة الكتاب القيّمة للوزير، النقيب المثقّف، رشيد درباس.

ولعلّ أكثر ما يلفت في كتاب الدكتور مقلّد، بعد شجاعته في النقد وتجرّده ووضوحه، هو منهجيتُهُ.

وقد بدأ بفصل “المحاربون”. وأولاً “الشيعية السياسية”، لكنه اعتبر أن مشروعها “ليس من مشروع المارونية السياسية سوى الوجه والقفا”.

اسمح لي دكتور أن لا أوافق.

لطالما تحدثتم وكتبتم عن “المشروع الإنعزالي”، وهو كذلك بمعنى أنه لا يتطلع إلى خارج لبنان أساساً، إلا إذا استدعى الأمر عقد تحالفات وعلاقات لغاية الدفاع عن النفس، ومن دون أي خلفيات أيديولوجية. فكيف يستوي مع مشروع عقائدي امبراطوري لا يعترف بحدود الدول ومركزه طهران؟ ( مش راكبة بذهني. أرجو أن تتفضل بأن تروي غليلي في كلمتك).

وفي موضوع المارونية السياسية، لكم أصاب في الوصف عندما كتب إنهم “مهجوسون بعدم العودة إلى معاملتهم كأهل ذمة، وبأنهم ليسوا حزباً بل عقليةٌ ونمطُ تفكير”. ولم يدركوا، مِثلُهم مثلُ غيرهم، معنى التحولات الجذرية التي نقلت الكرة الأرضية من حضارة الأرض إلى حضارة الرأسمالية التي يفصّلها في الكتاب.

كنتُ أتمنى لو ركّز الدكتور مقلّد، أكثر، على محلّية التفكير عند المسيحيين في لبنان، ونزعتهم إلى إعطاء صراعاتهم على السلطة والزعامة الأهمية القصوى، في حين أن الوطن يغرق ويكاد يتلاشى بين أيدينا جميعاً. وهذه من أبرز صفاتهم اليوم. في مقابل تضخّم صورة الذات عندهم حيث يتعلّق الأمر بنشوء دولة لبنان الكبير.

وكذلك أود لفت الانتباه إلى أنّ حذر المسيحيين في لبنان، وخوفهم من العروبة، لم يعودا موجودين. وفي 1975 لم تكن لديهم علاقة جّدّية بأي دولة عربية. على سبيل المثال ، القوات أقفلت كل مكاتبها في الغرب، وأبقت قناة اتصال واحدة مفتوحة على العالم الخارجي، وهذه القناة هي مع دول عربية في الخليج.

هل تفيد إشارة هنا إلى أن بعض المسيحيين الذين يتحدثون أحياناً عن تقسيم وفيديرالية ووطن قومي مسيحي، هم أقليةٌ لطالما كانت موجودة، يريدون القول فحَسب : إذا كنتم تريدون تطبيق الشريعة فطبّقوها على أنفسكم؟

إلّا أنّ الدكتور مقلّد لم يغفل الإضاءة على نقطة أساسية في هذا الجانب، هي أن المسيحيّين، وسواهُم في هذه البلاد، عاجزون عن الحياة بمفردهم في معزل عن أبناء الوطن الآخرين، وعن ديموقراطية تشمل الجميع. بدليل حروب الأخوة الأعداء والإلغاء والزواريب الي ما زالت ماثلة في الذاكرة.

هنا حاشية:

يُمكنني الجزم بناء على ما عايشته، أن اليسار كان سيكسبُ غالبيةً كبيرة من الشباب في البيئة المسيحية خلال خمس سنوات، لو لم تندلع حرب 1975. ولا حاجة إلى ذكر مدى توسع اليسار في البيئات المُسلِمة.

حتى لكان ممكناً أن نرى صراعاً بين يمين ويسار داخل الأحزاب التي كانت توصف، ولا تزال، باليمينية.

فقط لو أُعطيَ السلم بعض الوقت، لكنّا ذاهبين إلى تغيير حتمي وديمقراطي بصناديق الاقتراع. من يرجع إلى نتائج الانتخابات الطالبية في الجامعات يُدرك على الأرجح صحة ما أذهب إليه. كان اليسار هو الموضة وهو المستقبل، حتى في معاقل ما اصطُلحَ على تسميته باليمين.

ولا أقول إن ذاك الطرف هو الذي بادر إلى فتح الحرب لوقف تآكل جمهوره في أوساط الشباب، فهذا موضوع آخر. أردت القول إن الجميع دخلوا في المجهول بعد تجاوز عتبة العنف ومن دون خطة، وذلك تحت وطأة الشعور بأنهم في خطر وبأن الدولة عاجزة عن حمايتهم.

غنيّ عن التذكير هنا بأن رئيس الجمهوية آنذاك سليمان فرنجية أبلغ زعماء طائفته قبل سنوات بأن الجيش أعجز من أن يحمي البلاد، وعليهم بالتالي إنشاء ميليشيات والاستحصال على أسلحة وذخائر للدفاع عن بلداتهم وقراهم. هل هناك ظرف أفظع من ذلك يدفع بالجميع إلى الهاوية؟

ولقد أجاب الدكتور محمد علي مقلّد في كتابه “نقد الحرب الأهلية” عن تساؤلي المتعلق بالحركة الوطنية عندما ذكّر (ثالثاً في فصل المحاربون- الصفحات المخصصة للزعيم كمال جنبلاط) بأنّ “مساندة القضيّة الفلسطينية واجب وطني وقوميّ، بلا شك، إلا أن هذه المساندة، بحسب تعبير محسن ابرهيم، جعلت جنبلاط ومعه حركته الوطنية تذهب بعيداً في تحميل لبنان من الأعباء المسلّحة فوق ما يحتمل، طاقةً وعدالة وإنصافاً، مستسهلين ركوب سفينة الحرب الأهلية تحت وهم اختصار الطريق إلى التغيير”.

في “رابعاً” من فصل “المحاربون” المخصص لمنظمة التحرير الفلسطينية، جعل الدكتور مقلّد موقف العميد ريمون إدّه والرئيس رشيد كرامي واحداً من “اتفاقية القاهرة”، وهذا لعمري، لم أفهمه . لولا موقف رشيد كرامي لما كانت هذه الاتفاقية . يكفي التذكير بأنه استقال من رئاسة الحكومة وكُلّف برئاستها من جديد، لكنه رفض تشكيلها ما لم ينصّ بيانها الوزاري على حرية العمل الفدائي المسلّح. وحده للتاريخ ريمون إدّه عارض إتفاقية القاهرة.

جديرة بالتوقف مليّاً هنا، ملاحظة للمؤلف عن استهداف منظمة التحرير الفلسطينية للجيش اللبناني. وبعد المنظمة “حزب الله” الذي منع الجيش، بالتضامن والتنسيق مع نظام الوصاية السوري، من تسلّم الجنوب والحدود بعد سنة 2000. وأبعاد هذا الموقف الذي كان من أهمّ أسباب وصولنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.

وتتجلّى قدرة الدكتور مقلّد في تفصيل أدوار، وخلفيّات، النظام السوري الذي تدخّل ثلاث مرّات في لبنان، وكل مرة لمدة طويلة. الأولى بعد حرب 1967، لا سيما بعد غياب الرئيس جمال عبد الناصر، تحت ستار رعاية تطبيق “إتفاقية القاهرة”. الثانية تحت ستار “قوات الردع العربية”. والثالثة لرعاية تطبيق وثيقة الوفاق الوطني التي أنهت الحرب في الطائف. ليُنهي هذا الموضوع بهتاف إيمانٍ: لبناننا هو الأقوى، لبناننا طائر الفينيق.

كذلك يُشرّح سياسات حزب الله التي أطاحت الدولة اللبنانية، لا سيما الإصرار على هدم أركان الدولة الثلاثة، وهي في التعريف الأكاديمي “شعب وأرض وسيادة”، واستبدالها بثلاثية أيديولوجية :” شعب وجيش ومقاومة”، ليخلص إلى أن “حزب الله” خاسر حتى لو انتصر، ويحذّر في رسالة إلى الحزب من أن “خطأ الوسيلة لطالما بدّد عدالة القضايا. وأنّ كلّاً منا حاول أن يُقنع خصومه بالعنف، وأن يفتعلَ إجماعاً، مستحيلاً في حضارة التعدّد والتنوع”.

وعسى ألّا يضيع في الهواء النداء الذي أطلقه الدكتور مقلّد إلى حماس وإلى “حزب الله”، عندما كتب، ببعد نظر ثاقب وقلم وثّاب : إنّ الوحدةَ الوطنيّة أفعل من الصواريخ.

ويفصّل الدكتور مقلّد أدوارَ كلّ مِمّن سماهم التقسيميين والقوميين على أنواعهم، واليساريين والإسلامِ السياسي والممانعة، والهوس بالسلطة في لبنان كما في سوريا الأسد، ليصل إلى القضية اللبنانية ما بعد غزة، ثم يختم بفصل محاربين بغير سلاح ناري، وهم النواب والعلمانيون والمغتربون والمجتمع المدني والصحافة والقطاع المصرفي والمجتمع المدني. بتحليل لا أوضح ولا أعمق ولا أشجع في وضع الإصبع على أصل المشكلة. يقول في الكتاب ما فحواه، إمّا أن نقطع مع ما سبق من صراعات، تعود إلى ما قبل “لبنان الكبير”، ونعتنق الديمقراطية حقاً ونفصل سلطة الدين عن سلطة الدولة، أو نبقى في دائرة مقفلة نراوح مكاننا.

+++

السيدات والسادة، أسمح لنفسي بالتحدث – مِن وَحيِ كتاب الدكتور مقلّد وباقتضاب ما أمكن – عن بعضٍ ممّا عشتُهُ ورأيتُهُ في الحرب، والخُلاصات، بما يلتقي مع الغاية من هذه الندوة.

– أبي وأجدادي من جبيل. عشتُ في منطقة الجميزة في بيروت. في 1975 كنا عشرين تلميذاً في صف البريفيه، حيث كنت أتعلّم في مدرسة رسمية. عندما انتهت الحرب كان الذين لا يزالون قيد الحياة من رفقائي نصفَهم. الآخرون كلّ واحدٍ منهم قضى في مكان وظروف مختلفة.

– ينطبق عليّ ما أورده الدكتورمقلّد في الكتاب:” المحاربون ليسوا حملة السلاح فحسب، بل هُم أيضاً من اختاروا مُراقبةَ الحربِ من بعيد كأنها لا تعنيهم”. فِكريّاً دخلتً الحرب مع ريمون إدّه وخرجتُ منها مع سميرفرنجيّة. بينهما، أتاح لي العمل لمدَدٍ طويلة في جريدة “العمل” ومجلة “المسيرة” وجريدة “النهار”، وكذلك في الكويت لأربع سنوات في جريدة “الأنباء”، أن أتعرف في العمق على طريقة تفكير شخصيات وقيادات مؤثرة في السياسة اللبنانية.

يفيد أن أذكر في هذا المجال كلاماً سجّلته لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فحواه “أكبر خطأ ارتكبناه في 1975، أننا حملنا السلاح كميليشيا، كان يجب أن نقف وراء آخر جندي أو رجل أمن أو شرطي بلدي حتى”. وأحد مقاتلي الساعة الأولى في 1975، الذي صار في مرحلةٍ قائداً لميليشيا “القوات”، فؤاد أبو ناضر، قال لي “كنا نعتقد أننا قوة مساندة للجيش، نوع من الأنصار، وسنُحارب لأيام قليلة ، وأن الجيش سينزل ويتسلم الأرض ويعيد الأمن. لم يخطر ببالنا لحظة أننا سنخوض حرباً طويلة”.

أترك لكم الاستنتاج.

ولكن من معرفتي بواقع الحال، أستطيع الزعمَ أن “القوات”، والكتائب طبعاً في ظل سياسة رئيسه سامي الجميّل، لن يعودا إلى حمل السلاح.

– وحتى الفلسطينيون، في المستوى الأقل من قيادي، ينطبق عليهم وضع الأحزاب اليمينية نفسه، إذا جاز هذا التعبير.

أخبرني صديق عزيز كان مستشاراً للرئيس ياسر عرفات أنه شارك في حرب لبنان من أول يوم، وأصيب خلالها أكثر من مرة، وكان في اعتقاده، على غرار رفقائه في “فتح”، أن الكتائبيين كانوا سيذبحونهم إذا لم يقاتلوهم. لكنه صدّقني عندما أوضحت له أن حزب الكتائب كان يضمّ أول الحرب فرقة صغيرة واحدة قادرة على قتال حقيقي. وكانت من ثلاثين شاباً أطلقوا على أنفسهم تسمية “ب ج”. الباقون كانوا ممن تدرّبوا على عجل تحت وطأة خوف غريزي عميم ممّا سيحصل. أي أنهم حملة بواريد لا أكثر. يستحيل أن يُشكّلوا خطراً على “فتح” أو فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية”.

والعبرة أن هناك ثمة علاقة وطيدة بين استثارة الخوف ، من خلال أعمال عنفية، والجنون الجماعي.

أختلف في السياسة مع كريم بقرادوني على كل شيء، ولكن مرة في السنة نلتقي ونتناقش في الأوضاع. نوع من طقسٍ حافظنا عليه عشرات السنوات. أذكرعبارة قالها لي بعد أسابيع قليلة على اندلاع الثورة السورية سنة 2011، التي يسميها بعضهم “الحرب الأهلية السورية” : يقول صديقك سمير فرنجية إن نظام بشار الأسد قد انتهى؟ قل له إنها تحوّلت حرباً طائفية، والطائفة عندما تُقاتِل، تُقاتِل حتى آخر رجل. نحكي بعد عشر سنين”. يا للأسف، كان مصيباً، في هذه على الأقل.

+++

لا يمكنك أن تتخيّل ماذا يمكن أن تفعل جماعة مذعورة ـ في هذا الشرق المخيف – كي تحافظ على وجودها، إذا شعرت بأنه مهدّد.

والحرب الأهلية وحشٌ إن أطلقتَه لا يمكنك التكهن بما سيُقدِم عليه.

والإنسانُ كائنٌ قابل لأنبل الأفعال وأشدها وحشيةً وحقارةً. إنّه نتاجٌ لظروف لا يد له فيها إلى حد كبير.

فنحن لا نختار الدولة التي نولد فيها، ولا العصرَ، ولا أهلَنا، ولا بيئتِنا ودينَنا وجنسنا وشكلَنا، أوالتربية َالتي سنتلقاها في البيت والمدرسة.

علينا إذا أردنا تجنّبَ حروبٍ أهلية أن ننشر روح هذه الثقافة المُشكِّكة في كونِنا وحدنا على حق، في الدين والدنيا.

تكفي كل إنسان في هذه البلاد مأساته.

كل منا كان يمكن أن يكون إنساناً آخر تماماً. وفي موقع مختلف على كل الأصعدة.

الإنسان لا يولد كي يموت قتلاً أو يتعذب،

و”الحروب الأهليّة هي مملكة الجريمة”، على ما كتب بيار كورناي.

في البدء ينزلُ إلى الشارع بسلاحِهم، المؤمنون والخائفون. وعندما تطول الحرب يصير شبه مستحيل أن تضبطَ الرُعاع.

لا حَل إلا بالدولة والديمقراطية في الدولة والأحزاب والهيئات والمجتمع،

تماماً كما كتب وكَرَزَ الدكتور محمد على مقلّد في كل صفحات كتابه القيّم. ولكم أرجو أن لا يكون كلامه صراخاً في البرية.

السيدات والسادة،

نحن قومُ كلما تطلعنا إلى الوراء سوف نختلف. التطلع إلى الأمام، المستقبل يجمعُنا.

والحمدلله أنّ أولادنا يدركون ذلك ويعيشونه. إنهم أفضل منّا نحن جيل الحرب.

وإننا مقبلون على أيام صعبة. سيكون علينا الاعتناء بأمزجتنا وأعصابنا وقدرتِنا على التفكير السليم، بقدر اهتمامنا بصحتنا ومستلزمات بقائنا.

فلنتماسك وليُمسك بعضنا بأيدي بعض في طريق الأحزان الآتية.

ولنُعِد إلى السياسة اعتبارها لحلّ مشكلاتنا، ونستعِر من الموحدين الدروز أسلوب التخاطب باحترام ولطافة ولياقة. لأنّ “أوّل الحرب حَنجَلة”، على ما كان يقول البطريرك نصرالله صفير.

ولنكُن مع كل جماعة لبنانية عندما تكون في موقع المقهور الذي يشعر بضَيم.

شيعةً مع الشيعة. سُنّةً مع السُنّة. دروزاً مع الدروز. مسيحيّين مع المسيحيّين.

نفرح مع الفرِحين ونحزن مع المحزونين. هذا هو معنى أن نعيش معاُ، والسلام.

* مشاركتي في ندوة مناقشة كتاب الدكتور محمد علي مقلّد في المكتبة الوطنية- بعقلين